كلمة المدارس

 كلمة معالي د. عبدالله بن عبدالرحمن العثمان

رئيس مجلس إدارة مدارس باب المعرفة

 

الحمدُ للهِ الذي كرم الإنسان بالعلم، ورفع شأنه بالفهم، وامتنَّ عليه بقوله: (عَلَّمَ الإِنسَـانَ مَا لَم يعلم)، والصلاة والسلام على خاتم النبيين القائل: (طلَبُ العِلمِ فَريضةٌ علَى كلِّ مُسلِمٍ)، وبعد:

 

لم تشأْ مدارسُ بابِ المعرفةِ أن تكون رقماً عادياً لا صوتَ له ولا صيتَ بين نظيراتِها من المدارسِ الأخرى، إذ علمتْ يقيناً أن الصعودَ نحو القمةِ بطلابِها وطالباتِها لن يتحققَ إلا برؤيةٍ طموحة، وإرادةٍ صلبة، وعزمٍ لا يلين، فمدارسُ بابِ المعرفةِ لا تهدفُ إلى تخريجِ الأعداد، بل تركزُ على صناعةِ جيلٍ مختلف، مختلفٍ بتأهيلِه وتدريبِه وتعليمِه ومهاراتِه، فالمرحلةُ التي نعيشُها اليومَ مباينةٌ لكلِّ المراحلِ السابقة، فقد ازدحمَ الطريق، واشتدتْ التحديات، واحتدتْ المنافسة، وصار السائرونَ نحو التميزِ كُثُر، الأمرُ الذي دفعنا في مدارسِ بابِ المعرفةِ إلى استلهامِ هذه التحولات، والأخذِ بتحدياتِ هذه المرحلة، واعتبارِ ذلك في نظامِ التعلُّمِ في مدارسِنا، لبناءِ شخصياتٍ منتجةٍ مجهزةٍ علمياً ومهارياً، قادرةٍ على وضعِ قدمٍ راسخةٍ على طريقِ المنافسة، والتقدمِ بثقةٍ أمامَ الجميع.

 

لقد كانت رؤيةُ المملكةِ 2030 أقوى دافعٍ وخيرُ معينٍ لنا في صياغةِ التحولاتِ الجديدةِ التي اعتمدتْها مدارسُ بابِ المعرفة، فهذه الرؤيةُ الطموحةُ تركزُ في جانبٍ من مستهدفاتِها على تنميةِ الإنسان، وتزويدِه بالمهاراتِ الضامنةِ لاقتحامِه سوقَ العملِ بكفاءةٍ تمكِّنُه من المشاركةِ في البناء، وصناعةِ التغيير، ونقشِ الأثر، بما تأسسَ فيه من التهيؤِ للإبداع، والاستعدادِ للابتكار، والتوجهِ نحوَ ريادةِ الأعمال، بفضلِ تركيزِ هذه الرؤيةِ الطموحةِ للمملكةِ على صياغةِ مناهجَ للتعلُّمِ تغرسُ القيمَ والقدراتِ في هذا الجيلِ ليكونوا مصابيحَ المستقبل. ولذلك فقد بنينا رؤيتَنَا في مدارسِ بابِ المعرفةِ على هذا التوجهِ الطموح، فكانتْ رؤيةُ المدارسِ تركزُ على الريادةِ في بناءِ المعرفة، والتشجيعِ على الموهبةِ والإبداع، وتأسيسِ القيمِ العاليةِ والمهاراتِ النوعيةِ الداعمة، في بيئةٍ تربويةٍ جاذبةٍ آمنةٍ مواكبةٍ لمتطلباتِ العصرِ وتقنياتِه، تديرُها كفاءاتٌ عاليةُ التأهيلِ علمياً و مهارياً، لتخرِّجَ مدارسُنا بعد كلِّ هذا الاهتمامِ نوعياتٍ رفيعةً لا أعداداً كثيرة، وتقدم للمجتمعِ والوطنِ وحكومتِه الرشيدةِ -يحفظُها الله- نماذجَ ذاتِ طابعٍ مغاير، تتصفُ بالاعتزازِ بالذات، وروحِ المبادرة، وإحساسِ المسؤولية، والتفكيرِ الناقد، واحترامِ الآخر، والفاعليةِ وصناعةِ التغيير.

 

وفي الختام، أسألُ اللهَ لنا جميعاً العونَ والسداد، وأن يوفقَ طلابَنَا وطالباتِنا في محطاتِهِم المقبلة، ويجعلَ لهم شأناً وأثراً، كما أسألُه أن يديمَ على بلادِنا أمنَهَا ورخاءَها، وعلى حكومتِنا عزَّهَا وتمكينَهَا.